صورة المشهد الحالي التي وُجدنا فيها تُحتّم علينا تحويل قضيّة التعليم العالي لقضيّة جمعيّة. لهذا نُحن هنا نخاطبكم/ن لأجل أخذ زمام الأمور ومشاركتنا في مشروعنا لدعم الطُلاب في المؤسسات الأكاديميّة، وذلك عبر التبرّع
في السنوات الماضيّة وتحديدًا مع صعود جائحة كورونا وارتفاع عدد العائلات التي تعيش تحت خط الفقر في اسرائيل
حيث 39.1% من العائلات العربية في بلداتنا
وحولنا تعيش تحت خط الفقر، وصل عدد المتقدمين للمنحة لأكثر
من  
5000 شخص.
تقدّم جمعيّة الثقافة العربيّة منحًا طُلابيّةً منذ عام 2007، وحتى الآن استفاد أكثر من 1180 طالبًا بشكل مُباشرٍ من المنحة.
"دعمكم ساعدني افهم انو الثقافة والتثقف بخليني فعال كفرد وكجزء من المجتمع"
إتاحة التعليم العالي لأكبر عدد ممكنٍ من الطلاب العرب في الداخل، حيث يُغطي المبلغ المادي الذي يتلقاه الطالب/ة
والموزع على ثلاث سنوات قرابة 80% من مُجمل قسط اللقب الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي المُختلفة، الأمر الذي
يُساهم في تخفيف عبء عمليّة التمويل الأكاديميّ سواءً على الطالب أو على الأهل.
بالإضافة الى ذلك،
يهدف الى تنمية جيل شبابيٍ قياديٍ جديد، حامل لهموم مجتمعه، قادرٍ على خلق مُبادرات مُجتمعيّة نحتاجها
لإحداث التغيير الذي نطمح إليه بين أوساط الشباب والشابات من الجيل القادم. حيث يتلقى الحاصل/ة على المنحة على
مدار ثلاثة سنوات أكاديميّة برنامجًا مبنيًا على أسس العدالة والثقافة المجتمعيّة يتم فيها تطوير قدراته الفرديّة
من أجل البناء الذاتي، وتعميق الرغبة في العطاء المجتمعي من خلال التطوع والمُبادرة في مجالاتٍ مُختلفةٍ تُلائم
اهتمامات الطالب/ة واحتياجاته. خلال البرنامج يرافق مُنسقي المنحة الطُلاب، مرافقة شخصيّة، مهنيّة تتلائم مع ظروفه
الحياتيّة وخياراته، مما يحيطهم/ن ببيئة حاضنة وداعمة تُخفف شعور الطالب/ة العربيّ بالغربة في المؤسسات
الأكاديميّة على حد السواء ويُساهم في تميّزهم/ن في داخل الأكاديمية وخارجها، وذلك بفضل البرنامج التثقيفيّ التي
تُوفره الجمعيّة لطُلاب المنحة خلال تلك المُدة والمرافقة الشخصيّة.
يمنح البرنامج أدوات تُساهم في تطلعات الجمعيّة نحو بناء مجتمعي سليم مُعافى، ويدمجه في مشاريعٍ مُختلفة وتُشجع روح المبادرة لخلق مشاريع في قرانا ومدننا بهدف تعزيز حس المسؤولية والمشاركة الاجتماعيّة، من خلال تطوير مهارات قياديّة وأكاديميّة ذاتيّة.
لربما يجول في خاطرك سؤال حول مدى أهميّة عمليّة المُساندة، علاقتها بالتطور الذاتيّ والجمعيّ، أو حتى عن الدوافع التي تجعلنا ندعوكم/ن فيها أن تكونوا
جزءًا لا يتجزأ من بيئة الدعم للطالب العربي في المؤسسات الأكاديميّة.
بالرغم من كثرة الإجابات عن هذه التساؤلات إلا أننا قررنا تلخيصها بعدد من النقاط البارزة:
صعوبة تغطيّة مصاريف التعليم الأكاديمي للطالب، هذا بالإضافة الى شُح الأطر الجمعيّة والبيئة الحاضنة
للطالب/ة. شكلت جمعيّة الثقافة العربيّة على مدار أكثر من 25 عامًا بيتًا لكمٍ كبيرٍ من هؤلاء الطُلاب،
خصوصًا بعد إطلاق برنامج المنح الدراسيّة، وتكمن أهمية توسيع رقعة المستفيدين من هذه المنح في خلق تكاتف
مجتمعي حول الطلبة في ظل هذه الظروف التي ذُكرت أعلاه.
إن تجارب الشعوب المُفقرة والمهمشة في عمليّة
تغيير واقعها الاجتماعي (مع اختلاف الظروف الزمانيّة والمكانيّة) تُشير الى القيمة الساميّة التي تحملها
العمليّة التعليميّة على العمليّة التربويّة، حيث تُشكل أحد أهم عِماد البناء لكينونة المجموعة والأفراد في
داخلها. يعمل البرنامج التثقيفي الذي يمتد على ثلاثة سنوات بتنظيم من الجمعيّة لطُلابها وأصدقاء الجمعيّة في
الجامعات المختلفة على تطوير حس المبادرة وتحضير جيل مُبادر يحمل في طياته همومًا مُجتمعيّة، مما يُساهم في
تشكيل حيز عامٍ ومشهد مُناقض للوضع القائم.
تتالت الأزمات على مجتمعنا خلال العقود الأخيرة، الأمر الذي
أدى الى انخفاض عدد المتعلمين والمتعلمات العرب نسبةً لعدد السكان في البلاد، على الرغم من وجود كفاءات
نفخّر بها. إن سد الفجوة بين النسبة الحاليّة المذكورة مُسبقًا وبين النسبة المرجوة كانت إحدى أهداف
الجمعيّة منذ تأسيسها، ولذلك نعتبر زيادة عدد المُستفيدين من المنحة هي مسؤوليّة مجتمعيّة تُساهم في حل
الأزمات الأكبر.
انتهجت البنوك سياساتٍ تُصعب من عمليّة حصول الأهالي على قروض تُساهم في تمويل
التعليم الأكاديمي لطلبتنا، بالمقابل سيطرت مُنظمات الجريمة على مناحٍ عديدةٍ منها، عن طريق فتح أبواب السوق
السوداء للجموع، الأمر الذي خلق واقعًا مُركبًا على الأهالي وشكل مشهدًا عامًا يتطلب منّا أن نحاربه. إن
التكافل والتكاتف بين أهالي المجتمع والشباب الأكاديمي، هو مقولة تُطالب بتشكيل حيز عام خالٍ من الجريمة
المنظمة.
معدل دخل العائلة العربيّة المكونة من 5 أفراد والمقبل جزء من أبنائها على مرحلة التعليم
الأكاديمي هو 11338 ش.ج، وذلك حسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية في اسرائيل. بالمقابل، تُشير معطياتنا التي
جمعناها على مدار السنوات السابقة في الجمعيّة أن معدل دخل الأهل للمُتقدمين للمنحة هو 4200 ش.ج. هذا المعطى
هو دليل على أهمية مشروعنا ومدى قيمته عند المستفيدين والمستفيدات منه.